تجربة حركات الإسلام السياسي في السلطة والحكم
(فلسطين نموذجاً)
د.يوسف رزقة/ فلسطين
تعرض الورقة تجربة حركة المقاومة الإسلامية حماس في الحكم في فلسطين، حيث تتناول جوانب مختلفة من تلك التجربة وتلقي الضوء على أبرز معالمها كنموذج لتجارب حركات الإسلام السياسي في الحكم، وتتحدث الورقة عن "حماس" وذلك الالتباس الذي شاب طبيعتها وهويتها مع انخراطها في العملية السياسية، فتقوم بفك ذلك الالتباس وتؤكد على عدم تخليها عن مشروعها التحرري الوطني لحساب أخذ شكل العمل الإصلاحي لحركات الإسلام السياسي أو تقديمها مشروع الدولة على مشروع التحرير، كما وتؤكد على أن مشكلة الحركة ليس فكرية وإنما واقعية فرضتها أوسلو وضغوط المجتمع الدولي وحالة الانقسام والاستقطاب الشديد الذي تشهده فلسطين، وتجيب الورقة على انتقادات مسار الجمع بين الحكم والمقاومة.
وخلصت الورقة إلى أن انخراط حماس في تلك العملية السياسية المعقدة عائد إلى اعتقادها بموت اتفاقية أوسلو بحكم إجراءات الاحتلال وفشل تجربة حركة فتح إضافةً إلى رغبتها في تقديم البديل والعودة بالبوصلة الفلسطينية نحو المقاومة والتحرير.
وترى الورقة أن حركة حماس نجحت أحياناً في ربط العمل العسكري بأهداف سياسية واعتبارات معيارية، وأن التهدئة كفكرة مجردة تعد إحدى أدوات العمل السياسي والعسكري، لذا فإنه لا عيب بنيوي فيها، بل إنها تجمع في ذاتها بنيوياً بين الرؤية السياسية والرؤية العسكرية، وتتوافق مع فكرة تهديف أعمال المقاومة آنفة الذكر، ومع فكرة التحرير بالأمة، ومع اعتبارات البيئة والإقليم والدولي.
كما تعرض الورقة فلسفة (العمق العربي والإسلامي) التي تتبناها حركات المقاومة في مشروع (المقاومة والتحرير)، وهي بحسب الورقة لم تفشل، ولكنها كذلك لم تحقق نجاحات كبيرة باستثناء بعض النجاحات النسبية في بعض الدول العربية والإسلامية، وباستثناء النجاحات على المستوى الشعبي، وذلك بسبب عوائقى عدة، منها: التباين في الرؤية السياسية بين النظام العربي، وبين المقاومة، وتخلي النظام العربي عن مشروع التحرير، وأزمة الشرعية في الساحة الفلسطينية، والموقف الدولي الرافض لعلاقات عربية رسمية مع المقاومة ومع حماس وحكومتها.
وتعرض الورقة تجربة حماس في الحكم على معايير الحركة نفسها التي سوغت على أساسها مشاركتها السياسية، وعلى أساس معايير بيئة المجتمع الفلسطيني وبيئة أوسلو المفروضة عليه، وعليه فإنها تعتبر إنجازات الحركة على مختلف الصعد السياسية والدبلوماسية والشعبية والاقتصادية وفي إدارتها للصراع وتأكيدها على الثوابت على المستويات العربية والإسلامية والفلسطينية الداخلية على حد سواء علامات نجاح نسبي لخيار المقاومة في ظل الحكم.