تجربة حركات الإسلام السياسي في السلطة والحكم
(العراق نموذجاً)
د. سليم الجبوري/ العراق
تعرض الورقة مرحلة وصول إسلاميي العراق إلى السلطة بعد عام 2003، وتبوّؤ الحركات الإسلامية مقاليد الحكم ودورها في تفعيل المعارضة الداخلية والخارجية قبل الغزو الأمريكي للعراق وتشكيل العقل السياسي الإسلامي، كما تسلّط الضوء على أبرز الحركات الإسلامية في العراق وأنشطتها ومواقفها ورؤاها المستقبلية، والأجنحة العسكرية التابعة لبعضها، وتصنيفاتها بحسب الميول الطائفية أو القومية كالحركات الإسلامية الشيعية والسنية والكردية.
وتتناول الورقة في الجزء الثاني أفكار ومواقف حركات الإسلام السياسي في العراق؛ فتعرض تجربة حزب الدعوة الإسلامي الشيعي الذي تأسس عام 1957، وتتناول مراحل مواجهاته مع النظام في العراق، وانتقاله من الصراع الثقافي إلى الصراع المسلح عام 1979 بعد تأسيس جناحه العسكري في ذلك العام وتلقيه الدعم من النظام الإيراني وقتها، كما تبيّن فقدان الحزب للتعاطف الشعبي إثر وقوعه في العديد من الأزمات بسبب استلامه السلطة بعد عام 2003، كما تعرض الورقة تجربة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي "الشيعي" الذي تأسس عام 1983 وفقاً لخلفية عسكرية بعد تزايد الأسرى العراقيين لدى إيران، وسعي المجلس لبناء علاقات حميدة مع إيران ودول الخليج في ذات الوقت، وعدم مشاركته في أي وزارة حالياً بعد أن كان مسيطراً على الوزرات السيادية عام 2007، وتظهر الورقة بروز التيار الصدري "الشيعي" الذي تأسس عام 2003 بعد احتلال العراق، وضمه تيارات واسعة من الشيعة باعتباره حركة مرجعية أكثر منها سياسية، ودور التيار الصدري في تشكيل ميليشيات عسكرية عام 2006 قبل صدور قرار من مقتدى الصدر بحل جيش المهدي، ومشاركته في الانتخابات وحصوله على ثلاثين مقعد من أصل مئة وثلاثين في عام 2007، وأربعين مقعد عام 2010، واعتماده على الوجوه الشابة، وترى الورقة أن التيار الصدري يزحف بهدوء إلى مفاصل الدولة، وتتناول الورقة تجربة الحزب الإسلامي العراقي الذي تأسس عام 1960، ومنعه من مزوالة نشاطه واعتقال الكثير من قياداته، قبل معاودته مزوالة النشاط السياسي سرياً في التسعينيات، وإعادة تشكيله في الخارج على يد إياد السامرائي، وعودته للعمل من داخل العراق عام 2004، ومشاركته في حكومة إياد العلاوي، وتظهر الورقة التزام هذا الحزب السني العمل السياسي وحمله لفكر الإخوان المسلمين، ومشاركته في الحكم وسعيه لتحقيق التوازن بين المكونات العراقية المختلفة وتعزيز الوحدة الوطنية وتبنيه مواقف جرئية في القضايا السياسية، ورؤيته حول إزالة الاحتلال بالتزامن مع إعادة بناء الدولة، وتبيّن الورقة تعرّض الحزب لعدد من الهزات كانسحاب بعض قياديه، وضعف الدور الأمني، وطغيان العمل المسلح، وتعرّض الحزب لهجوم من قبل الأحزاب العلمانية والاعتداء على مقراته وأفراده، كما تعرض الورقة رفض الاتحاد الإسلامي الكردستاني – يحمل فكر الإخوان المسلمين- التعامل مع الاحتلال الأمريكي، ورؤيته بأن ممارسة السلطة تكون بأسلوب ديمقراطي بعيداً عن الدكتاتورية، ودوره المهم بين أحزاب المعارضة داخل إقليم كردستان.
ثم تنتقل الورقة إلى تقييم مشاركة حركات الإسلام السياسي العراقية في الحكم، باستعراض التحديات كالوضع الاجتماعي، والنزاع المسلح، وعدم وجود حواضن شعبية للعمل الإسلامي السني، كما تظهر الورقة حظي حركات الإسلام السياسي الشيعي بالدعم الإيراني، وضعف الانسجام بين القوى الإسلامية، وتعرّض العمل السلمي المجرد للابتزاز، وعدم وجود تحالفات سياسية استراتيجية بين هذه القوى، وارتفاع منسوب خجل الخطاب الإسلامي وعدم ارتقائه لخطاب الدولة.