تجربة حركات الإسلام السياسي في السلطة والحكم مشاركة
(اليمن نموذجاً)
د. محمد الأفندي/ اليمن
ركزت الورقة على مشاركة حزب التجمع الينمي للإصلاح في السلطة والحكم في اليمن، خلال فترة ما قبل ثورة التغيير السلمية، وفترة ما بعد ثورة التغيير لما يملكه من تجربة واسعة في المشاركة في الحكم.
وتنطلق الورقة من فرضية مؤداها أن المشاركة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح لا تمثل حالة وقتية طارئة، وإنما تمثل منهاجاً ثابتاً، لكنها تبقى استراتيجية تتغير مع تغير الأحداث والوقائع السياسية، كما تقدم الدراسة عرضاً تحليلياً وتقيمياً لتجربة المشاركة في الحكم.
وتظهر الدراسة اعتماد التجمع اليمني للإصلاح منهج المشاركة في الحياة السياسية والحكم، واعتماد الترابط بين مسارات العمل والنهوض في إطار تنسيقي تعاوني، معتمداً على أسلوب النضال السلمي سواء في مرحلة المطالبة بالإصلاح الشامل، او مرحلة تغيير النظام السياسي.
فرضت الوحدة اليمنية عام 1990على الحركة الإسلامية الانتقال من الجماعة إلى الحزب، وقد تتطلب ذلك من الحركة استيعاب العملية الديمقراطية كآلية معاصرة لتحقيق الشورى، واحترام التعددية السياسية والحزبيةـ وترسيخ ثقافة القبول والتعايش مع الآخر.
كما رسخت الوحدة مبدأ الشراكة السياسية والتعاون في بناء الدولة الحديثة، وحملت الشراكة دلالات سياسية؛ فقد عكس العمل السياسي المشترك قدراً كبيراً من الواقعية والنضج السياسي.
وأشارت الورقة إلى أن تجربة الحركة الإسلامية في اليمن قدمت تموذجاً بديلاً قائماً على التعايش لعلاقة الإسلاميين بالأنظمة المستبدة بدلاً من الاستئصال والإقصاء، يؤدي في النهاية لممارسة سلسة وآمنة للتداول السلمي للسلطة، كما تشير إلى أن التجربة اليمنية حملت جانباً مظلماً عندما نظر النظام للعلاقة من مبدأ التحجيم والاحتواء وتحقيق المصلحة الآنية.
وفي ضوء تنامي الفساد وحصول اختلال في الشراكة لصالح النظام الحاكم، اتجه التجمع اليمني للإصلاح إلى بناء شراكة جديدة في المعارضة أنتجت تحالفاً جديداً يتبنى مقاومة الظلم والاستبداد والفساد سلمياً، مظهراً إمكانية التعايش الإسلامي والقومي واليساري.
كما انخرط "التجمع" في محاولات التغيير السلمي وشارك في حكومة التوافق الوطني من أجل إنجاح الحوار الوطني، والتأسيس لشراكة فاعلة أو تداول سلمي للسلطة يبني يمناً جديداً.
وخلصت الدراسة إلى أن "التجمع" انخرط في الشراكة بدافع مجال الشراكة ومبدأها وواقعيتها، من أجل بناء اليمن الجديد، كما تظهر التجربة اليمينة أن الصول إلى التفاهمات والتوافقات أمراً ليس سهلاً، وأن المشاركة قد تنجح، لكنها تفشل أحياناً وتواجهها تحديات ومصاعب كثيرة.