تجربة حركات الإسلام السياسي في السلطة والحكم مشاركة
(الجزائر نموذجاً)
د. عبد الرزاق مقري
تعرض الورقة نشأة الحركة الإسلامية وتطورها في الجزائر منذ الاستقلال وحتى اليوم، وتشير إلى تطور العمل الإسلامي بتأثير دعاة محليين، وبالاستفادة من كتب الصحوة الإسلامية، ومن خلال الأساتذة المتعاونين من إخوان مصر وسوريا، كما تظهر الورقة وجود ثلاث جهات للعمل الإسلامي القريب من نهج الإخوان المسلمين في الجزائر آنذاك.
كما تطرّقت الورقة لإلغاء المؤسسة العسكرية نتائج الانتخابات التشريعية عام 1991، وإنهاء وجود التيارات الإسلامية قانونياً، وتعرّضها لمحاولات الاستئصال، وإفراغ مؤسسات الدولة من الإسلاميين.
وتناولت الورقة جنوح حركة مجتمع السلم (إحدى المؤسسات الإسلامية) نحو سياسية المشاركة والمسار الانتخابي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وإعادة بناء المشروع الإسلامي وفق المتاح من الظروف والمتاح، بهدف تجنيب الجزائر الانقسام، والمحافظة على مؤسسات الدولة، وتحقيق الاستقرار المجتمعي، ومقاومة العلمنة، والمحافظة على أفراد الحركة الإسلامية، وتجنب الصدام مع مؤسسات الدولة.
وترى الورقة أن الحركة الإسلامية تراجعت في الجزائر بسبب دخول العملية الانتخابية بلا تخطيط ولا تجربة، وتخوّف قطاعات شعبية من الإسلاميين إثر الصدام المسلح مع الحكومة، وفقدان الحركة لعدد من قيادات الرعيل الأول، وعدم امتلاك من خَلَفَهم للقدرات والكفاءات اللازمة، وتراجع القناعة بالعمل السياسي، بالإضافة لحالة الارتخاء التي أصابت الحركات الإسلامية، وتراجع العمل الدعوي، وبروز التيار السلفي في المساجد ودعوته لعدم الانشعال بالسياسة، وانتشار الطرق الصوفية وفقاً لخطة انتهجتها الحكومة، وتراجع العمل الدعوي الاجتماعي بكل أنواعه، وضعف القدرات المالية في ظل التحوّل الذي تشهده الساحة المحلية، وضعف الأداء الإعلامي للإسلاميين.
وترّكز الورقة على ظاهرة الانشقاقات في الحركة بوصفها نتيجة وسبب في نفس الوقت لضعف التيار الإسلامي، وتقسم الانشقاقات إلى عدة اتجاهات؛ فقد التحق قسم بالسلطة، واتجاه اختار العمل المسلح، وبعض من اتجه لتأسيس مؤسسات إسلامية أخرى.
كما بيّنت الورقة أسباب عدم انخراط الجزائر في ثورات الربيع العربي جراء تجربتهم السابقة، وخصوصية النظام الجزائري وإدارته للظروف.
وتذهب الورقة إلى أن على الإسلاميين الاهتمام بقضايا الإصلاح والتغيير السلمي، وأن عليهم تعويض تأخرهم في الخروج من التحالف إلى المعارضة من خلال الاهتمام بالمجال الفكري، وتحقيق التقارب بين الإسلاميين، ومراجعة رؤية العمل الإسلامي وأَخْلَقَتِه، ورسم العلاقة بغير الإسلاميين، والاهتمام بتنمية الموارد، وتأهيل القطاع النسائي، وإعادة البعد الشمولي للعمل الإسلامي، واقتحام مجال الإعلام والاهتمام بالجانب الإعلامي.
وتخلص الورقة إلى ان الحركة الإسلامية في الجزائر تتمتع بالاستقرار، وتستند إلى تجربة عملية، وتمارس نوعاً جديداً من المعارضة بتجنب الصدام العدمي مع النظام وعدم مساندته، واعتماد معارضة بطريقة علمية وطنية، وتحافظ على المتاح من الحريات.