ملامح مشروع عربي إسلامي لمواجهة المشروع الصهيوني، ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال

د. صبري سميرة/ الأردن

تجمل الورقة العناصر الرئيسة لمشروع الحركة الإسلامية العربي الإسلامي بالآتي: التمسك بأن كل فلسطين التاريخية هي وطن وحق للشعب الفلسطيني ولا تنازل عن أي شبر منها تحت أي ظرف وهي أرض عربية إسلامية، والتمسك بأن الاحتلال الإسرائيلي باطل وما نتج عنه باطل، وأن تحرير فلسطين واجب وطني وقومي وشرعي، وهو مسؤولية الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، وهو أيضا مسؤولية إنسانية وفق مقتضيات الحق والعدل، والتمسك بأن الجهاد والمقاومة المسلحة هي الوسيلة الأساسية لتحرير فلسطين، واستعادة كافة الحقوق، ومعها بالطبع كل أشكال النضال السياسي والدبلوماسي والإعلامي والجماهيري والقانوني؛ مع ضرورة حشد كلّ طاقات الأمة في معركتها مع المشروع الصهيوني، والتمسك الكامل بحقوق اللاجئين والنازحين وعودتهم وذرياتهم إلى كل فلسطين، والتمسك بكامل القدس ورفض كل مشاريع التوطين والوطن البديل والتهويد والإستيطان، ورفض فصل غزة عن الضفة، والتمسك الكامل بوحدة الشعب الفلسطيني وقواه، ووحدة النظام السياسي الفلسطيني ومؤسساته، ووحدة مرجعيته الوطنية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، التي يلزم إعادة بنائها على أسس صحيحة، والتمسك بمنهجية التحرير أولاً ثم الدولة، والتمسك بحق ممارسة القرار الوطني الفلسطيني المستقل دون أن يؤدي ذلك إلى حصر القضية الفلسطينية في الشعب الفلسطيني، والسعي الدائم إلى بناء النظام السياسي الفلسطيني ومؤسساته ومرجعياته الوطنية على أسس ديمقراطية متكافئة الفرص، والتمسك بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وعدم الدخول في محاور ونزاعات بين الدول والإنفتاح على مختلف دول العالم، ورفض التبعية لأي دولة، والتمسك بوحدة الأمة بكل مكوناتها وتغليب صالحها العام على أية مصالح فئوية أو حزبية، والإقرار بواقع التعدد والتنوع فيها وأهمية التعايش بين مكوناتها ورفض إثارة النعرات والخلافات والاصطفافات على أساسها أو التعدي على الآخرين.

يؤكد الباحث على أن الحركة الإسلامية ترى أنه لمواجهة جملة التحديات والإشكالات أمام الربيع العربي والتي تؤثر على مشروعها العربي الإسلامي بضرورة أن توازن الدول العربية بين أولويات الهم الوطني الداخلي وأولويات الأمة، وضرورة تجنب إدارة المرحلة الراهنة الكبيرة في تاريخ الأمة من الموقع القُطْري الصغير المنفرد، بل في إطار أوسع للأمة العربية والإسلامية بتعاون وتكامل. وأن هذا يخدم الهموم والمصالح والملفات القُطْرية الداخلية نفسها؛ وضرورة ألا تدار العلاقة مع الغرب والدول الكبرى على حساب القضية الفلسطينية ودور العرب فيها ومسؤولياتهم تجاهها وإن شرعية الأنظمة العربية نابعة من إرادة شعوبهم –النصيرة لفلسطين- وليس من الدعم الخارجي، وإن التصدي للقضايا الكبرى يقوي دول الربيع العربي ولا يضعفها.

كما ترى الورقة أن الحركة الإسلامية تذهب إلى ضرورة رفع سقف الموقف العربي، والجامعة العربية، وسقف كل دولة كذلك في الموقف السياسي وخاصة في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، وضرورة إعادة النظر ومراجعة الاستراتيجية العربية القائمة، وأنه إذا لم تكن هناك حروب جيوش رسمية، فلتدعم الأمة على الأقل خيار المقاومة وأن تترك مبادرات التسوية وتسعى لإمتلاك أوراق قوّة حقيقية، وأن تكون خيارات الأمة مفتوحة، وتأمل الحركة الإسلامية في ربيعها العربي أن تكون موحدة كأمة، وموحدة على فلسطين، وأن تبني جبهتها الداخلية بما يحقق مصلحة شعوبها.