مستقبل حركات الإسلام السياسي في ضوء التحديات والفرص
د. ناصر الطويل/ اليمن
ترى الورقة أن مرحلة الاستعمار الغربي لمعظم مناطق العالم الإسلامي أسهم في تأسيس الدولة القطرية، وتشكيل التيارات السياسية التي تحمل التوّجهات الفكرية المتعددة، ودخول المجتمعات الإسلامية في الحالة من التغريب، لتظهر بعض التصوّرات المستندة لرؤية إسلامية قبل أن تتبلور بشكل نهائي على يد حسن البنا الذي أسس جماعة الإخوان المسلمين، وتشكّل التيارات الإسلامية المتعددة بفعل الصعوبات التي اعترضت عمل الإخوان المسلمين، وشهد النصف الأول من القرن العشرين تقدّماً للتيارات القومية واليسارية والليبرالية، وقد وصل بعضها للسلطة، ثم أخذت المعادلة في التحوّل منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد مورست سياسات التضييق على الإسلاميين في معظم الدول العربية إلا ان الحركة الإسلامية بدأت بالصعود في ظل تنامي الصحوة الدينية، ما أدى إلى ظهور الثنائية القطبية بين التيار الإسلامي والجهات الحاكمة، وبسبب تكريس الاستبداد والفساد وتوريث الحكم لجأت التيارات الإسلامية إلى التحالف وإيجاد مساحات مشتركة مع أطراف ليبرالية وسياسية كحركة كفاية في مصر وتحالف اللقاء المشترك في اليمن.
وقد أثيرت التساؤلات حول مستقبل الإسلام السياسي وفقاً للورقة بعد تصاعد قوته وبروزه كقوة ثانية بعد الأنظمة الحاكمة، حتى جاءت ثورات الربيع العربي، لتصل الحركة الإسلامية للحكم في عدة دول، قبل حصول الانقلاب في مصر وتبدّل حال الإخوان هناك، وترحيب دول الخليج بالانقلاب.
ثم تعرض الورقة الفرص التي أوجدها الربيع العربي، والمتمثلة بكسر حالة الجمود والانسداد التي هيمنت على المنطقة العربية، وحفزت الحركات الإسلامية على استكمال مشاريعها السياسية، وأظهرت مواقفها من الديمقراطية والانتخابات، وفتحت النوافذ للتواصل بين الإسلاميين، وأبانت عن نقاط الضعف التي يعاني منها المشروع الإسلامي، قبل أن توضح التحديات الناتجة عن تعمق الانقسامات السياسية والفكرية، والتحوّلات السالبة، والمقاومة التي تبذلها القوى المناهضة للتغيير، وحالة الضعف التي تعاني منها الدول في البلدان العربي، بالإضافة للتحديات الأمنية والاقتصادية، وموقف بعض دول الإقليم المناهض للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، وتحدد الورقة العوامل التي سيتحدد على ضوئها توّقع الخيارات المستقبلية، كالبحث في مآل الربيع العربي، وموقف القوى الإقليمية والدولية من الثورات والإسلاميين، وتناول الأفق الذي ستصل إليه المشاريع المنافسة كمشروع العسكر والعلمانيين، ومشروع الجماعات الشيعية المنافسة، والمشروع الثالث الذي يمثل الهويات المحلية الاجتماعية والسياسية والثقافية.
وتعرض الورقة سيناريو متفائل يفترض أن ثورات الربيع العربي ستحقق التغيير السياسي يحقق الحد الأدنى من مطالب الإخوان، ويتوّقع تراجع الضغوط التي تمارسها بعض دول الخليج، وأن الإخوان سيظلون جزء من منظومة حاكمة، وسيناريو متشائم يأخذ في الاعتبار الحد الأقصى من التطوّرات السلبية، ويفترض تعثر الثورات، واستمرار إقصاء الإخوان، وتعزز الانقسامات المجتمعية، وسيناريو واقعي يتوّقع استمرار التحديات التي تواجه الإسلاميين في مصر، وتجاوز اليمن وتونس للتحديات السياسية، وبقاء التحديات في ليبيا.