رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الدراسات الإسرائيلية


 

 
 
 
 
 
 
 

 

الصالون السياسي

تنامي الدور الروسي في الشرق الأوسط وتداعياته على العالم العربي

     عودة للصفحة;

تقرير علمي

عقد مركز دراسات الشرق الأوسط يوم السبت 4/11/2018 صالونه السياسي تحت عنوان "تنامي الدور الروسي في الشرق الأوسط وتداعياته على العالم العربي"، أدار الصالون الفريق المتقاعد قاصد محمود- الخبير الاستراتيجي، وقدّم فيه أوراقًا رئيسية كل من الدكتور محمد قطاطشة- عميد كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية، والدكتور نظام بركات- أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، وقام الحضور النوعي من الأكاديميين والخبراء والسياسيين الأردنيين بمناقشة الموضوع وفتح آفاق للأسئلة الجوهرية في بحثه*.

وقد أثار المشاركون إشكاليات أساسية في تناول الدور الروسي الحالي ودراسته سواءً في الشرق الأوسط أو في العالم، وأبرزها إشكالية اعتبار دور روسيا الاتحادية بأنه امتدادٌ لدور الاتحاد السوفييتي الذي انهار عام 1991 إثر حرب باردة استمرت لعقود طويلة بين المعسكرين الاشتراكي والغربي، وأوضح المشاركون بأن روسيا الاتحادية اليوم تختلف عن الاتحاد السوفييتي السابق سواءً لناحية ميزان القوى أو الديموغرافيا أو الجغرافيا أو العلاقة مع الغرب والنظام الرأسمالي، أو اللجوء إلى المصالح كقاعدة لرسم السياسة الخارجية بدل المبادىء التي كان يستند لها الاتحاد السوفييتي، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على الدور الروسي في المنطقة.

فيما أكّد المشاركون على أنّ روسيا لا تزال قوة عظمى على الصعيد العسكري الأمر الذي يتيح لها القدرة على حماية مصالحها، والتدخل أحيانًا خارج أراضيها، وكذلك اتخاذ ودعم قرارات لصالحها في مجلس الأمن الدولي أو تعطيل ما يضر بتلك المصالح.

وأكّد الخبراء على أن تنامي الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط يعود إلى عدة عوامل، أبرزها فشل الربيع العربي في إنتاج أنظمة ديمقراطية، وتعدّد الأزمات والحروب الأهلية التي يشهدها العالم العربي، وتراجع دور الجامعة العربية. وأكد المشاركون أنّ روسيا نجحت بالحصول على الاعتراف الدولي والإقليمي بدورها في سوريا وحققت نوعًا من التأثير في الشرق الأوسط، وتمكّنت من احتواء سياسات وتوجّهات كلّ من إيران وتركيا وإسرائيل في سوريا.

وشدّد الزملاء على أنّ تنامي الدور الروسي في الشرق الأوسط يتركّز على الجانب العسكري دون أن يكون له قدر موازٍ من التأثير السياسي، فيما رجّح البعض على أنّ التدخل الروسي في سوريا كان من خلال تفاهمات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وشجّع على تنفيذ هذه التفاهمات على الأرض ضعفُ الوضع العربي وانقسامه وضعف الوضع السوري وانقسامه كذلك. وأكّدوا في السياق ذاته على أنّ الوضع الاقتصادي لروسيا يحدّ من قدرتها على التأثير على المستوى الدولي؛ فحصة روسيا من الاقتصاد العالمي لا تزيد على 2% تقريبًا مقابل حصة الولايات المتحدة التي تبلغ حوالي 25%، وفي ظلّ قطاع عام روسي تهيمن عليه الدولة وقطاع خاص ما يزال ضعيفًا، وكذلك في ضوء التوسع في الصناعات العسكرية مقابل ضعف التنافسية في الصناعات المدنية.

وطرح المشاركون عدداً من الجدليات حول الدور الروسي في الشرق الأوسط، أهمّها أنّ التدخل الروسي في سوريا تمّ ضمن تفاهمات مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تجنبًا لتدخل أمريكي مباشر بعد الإخفاق في فرض بديل "مناسب" للنظام السوري القائم، وأنّ تنامي الدور الروسي في الشرق الأوسط ليس له تداعيات استراتيجية على العالم العربي حتى الآن، وإنما تنحصر في الجوانب التكتيكية، وأثاروا الجدل حول إمكانية الرهان على دور روسي قوي في المنطقة لصالح قضايا العرب، مثل قضية فلسطين، في مواجهة النفوذ الأمريكي العميق في المنطقة.

وخلص المشاركون بأنّ ثمّة محددات للدور الروسي في الشرق الأوسط، ومع ذلك فإن روسيا أصبحت تلعب أدوارًا مهمة في مجالات الطاقة (الغاز والنفط) في المتوسط، كما أنّ دور العلاقات الروسية مع إيران وتركيا، مع كونها تكتيكية، أصبح مؤثراً في المنطقة، وخصوصًا فيما يتعلّق بالأزمة السورية، وأوصى المشاركون بضرورة إيجاد استراتيجية عربية موحّدة للتعامل مع الدور الروسي في العالم العربي على نحو يحقّق المصالح العربية في ضوء بلورة التصور الواقعي لطبيعة الدور الروسي وفرصه وقدراته، والذي يجيب على العديد من الجدليات الجارية حوله في العالم العربي.


 

* المشاركون (حسب الترتيب الهجائي): د. أحمد البرصان- أستاذ العلوم السياسية، د. جواد العناني- نائب رئيس الوزاء الأسبق، أ. جواد الحمد- رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، د. خالد عبيدات- الدبلوماسي السابق، أ.عاطف الجولاني- رئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية، د. محمد عدينات- أستاذ الاقتصاد ووزير تطوير القطاع العام الأسبق، د. محمد قطاطشة، عميد كلية الأمير حسين للدراسات الدولية، أ. محمود ارديسات- لواء متقاعد وخبير استراتيجي، د. فايز خصاونة- رئيس جامعة اليرموك الأسبق، أ. فهد أبو العثم- وزير العدل الأسبق، د. قاصد محمود- الخبير الاستراتيجي، د. نظام بركات- أستاذ العلوم السياسية.

 انتهى،،

 


للإطلاع على الصالونات الأخرى

الصالون السياسي: سيناريوهات حل الأزمة السورية

Designed by Computer & Internet Department in MESC.