الصالون السياسي
دور الفلسطينيين في الشتات في خدمة القضية
الفلسطينية
عودة
للصفحة
عمّان- عقد مركز دراسات الشرق الأوسط يوم الأربعاء 26/8/2015 صالونه السياسي
تحت عنوان "دور الفلسطينيين في الشتات في خدمة القضية الفلسطينية"،
وأدار الصالون الدكتور ربحي حلوم الأستاذ والمحاضر الجامعي، سفير سابق ونائب
سابق لرئيس الدائرة الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية، وقدم فيه مداخلات
رئيسية كل من الأستاذ كاظم عايش رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين/
عائدون، والدكتور سلمان أبو ستة الباحث والناشط الفلسطيني في قضايا اللاجئين
الفلسطينيين، والدكتور أحمد نوفل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، كما
شارك في النقاشات مجموعة من الأكاديميين والخبراء والسياسيين الأردنيين
والمعنيين بقضايا اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة*.
وفي أولى المداخلات الرئيسية أكد الأستاذ كاظم عايش بأن النكبة الفلسطينية في
عام 1948 قد أفضت إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم ليتوزعوا في
أنحاء مختلفة من العالم، مشيرًا إلى أرقام مركز الإحصاء الفلسطيني من أن عدد
الفلسطينيين في العالم في نهاية عام 2014 قُدِّر بـ 12.1 مليون نسمة، يعيش منهم
6.1 مليون في فلسطين التاريخية، بينما يتوزع الباقون (ما يقرب من 6 ملايين) في
أنحاء مختلفة من العالم، موضحًا بذلك بأن الحديث عن فلسطينيي الشتات يعني نصف
الشعب الفلسطيني بما يمتلكه من إمكانات، إن تم تفعيلها، يمكن لها أن تلعب دورًا
مهمًا وحاسمًا في القضية الفلسطينية. كما استعرض عايش واقع الفلسطينيين وخاصة
في أماكن تواجدهم الرئيسية في كل من الأردن ولبنان وسوريا.
وأكد الدكتور أحمد نوفل في بداية مداخلته بأن اتفاقات أوسلو قد أفرغت الدور
الوطني للشتات الفلسطيني بأن نقلت الثقل من الخارج إلى الداخل الفلسطيني،
وتحولت القضية بذلك إلى "صراع" بين السطلة الفلسطينية المقيدة والمحدودة الدور
من جهة، والاحتلال الإسرائيلي بما يمتلكه من قدرات وإمكانات من جهة أخرى. كما
أوضح نوفل بأن إسرائيل قد عمدت إلى تهميش دور فلسطينيي الشتات في القضية وتجزئة
الشعب الفلسطيني بين ضفة وغزة وفلسطيني 1948 وفلسطينيي الشتات؛ حيث رفضت تمثيل
فلسطينيي الشتات في مؤتمر مدريد وما بعده، كما اقتصر المجلس التشريعي الفلسطيني
على فلسطينيي الضفة وغزة، وهو ما همش دور المجلس الوطني الذي كان يُعدّ مظلة
لجميع الفلسطينيين، فضلًا عن تقصير السفارات الفلسطينية في الخارج في التواصل
مع فلسطينيي الشتات وتراجع فاعليتها.
وختم نوفل مداخلته بعدد من التوصيات لتفعيل دور فلسطينيي الشتات، ومن أبرزها:
الاتفاق على مشروع وطني واحد والتركيز على المبادئ المشتركة وعدم نقل الصراعات
بين الفصائل الفلسطينية إلى فلسطينيي الشتات؛ وإعطاء فرصة للجيل الجديد ممن
وُلِدوا في الشتات لأنهم الأقدر على مخاطبة تلك المجتمعات وفهم طريقة تفكيرها
وبالتالي كسب تأييدها؛ وتشكيل مجموعات ضغط سياسي في الدول التي يعيش فيها
الفلسطينيون من كتاب وإعلاميين وسياسيين ونقابيين بهدف نشر الوعي بالأوضاع التي
يعيشها الشعب الفلسطيني وممارسات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي. كما شدد نوفل على
أهمية إقامة شبكة تواصل بين فلسطينيي الداخل والخارج عبر مختلف وسائل الاتصال،
وتفعيل الزيارات الأكاديمية للجامعات الدولية والجامعات الفلسطينية للتعريف
بالقضية الفلسطينية وتفعيل المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية.
واستهل الدكتور سلمان أبو ستة مداخلته بالتفريق بين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين
في الشتات لناحية حرية ومأسسة العمل والنشاط من أجل فلسطين، موضحًا بأن الحرية
متاحة لهذا النوع العمل بشكل أكبر لدى الفلسطينيين في الدول الغربية، ومن هنا
فقد تأسست الكثير من الجمعيات المعنية بحق العودة واللاجئين الفلسطينيين في
الدول الغربية، كما عُقِدت هناك الكثير من المؤتمرات، وكان أولها في مدينة
بوسطن الأمريكية في عام 2000. كما نوه أبو ستة بأن دور الفلسطينيين في الشتات
يُعدّ أهم من السفارات، موصيًا بضرورة تجمع الجاليات الفلسطينية في عدد قليل من
الجمعيات الكبيرة بهدف تركيز الجهود وصولًا إلى زيادة الفاعلية والتأثير بدل من
الواقع الذي نعيشه اليوم والمتمثل في تواجد جمعيات كثيرة وصغيرة في غالبيتها لا
تنسق الجهود فيما بينها. وشدد الدكتور أبو ستة في نهاية مداخلته على أن أي
مقترحات لتفعيل دور فلسطينيي الشتات في خدمة القضية الفلسطينية لن تؤدي الغرض
منها دون وجود مؤسسة أو هيئة تمثيلية لفلسطينيي الشتات تحت ما أسماه "المجلس
الشعبي للاجئين" الذي لن يكون بديلًا عن المجلس الوطني الفلسطيني، وإنما كتلة
سياسية داعمة له وحافزًا لانتخاب مجلس وطني جديد يحل مكان المجلس الوطني المعطل
منذ ما يزيد على 25 عامًا.
ودعا المناقشون في أعقاب المداخلات الرئيسية إلى عدم قصر الحديث على دور
الفلسطينيين في الشتات، ذلك أن هناك الدور العربي والإسلامي والإنساني في
القضية الذي يتوجب إدماجه في العمل من أجل فلسطين تحقيقًا لمزيد من التأثير
والفاعلية. وشددوا في هذه السياق على أن "الفلسطينية" لا تعدّ جنسية بقدر ما هي
"هوية نضالية" بابها مفتوح لكل المناصرين لقضية عادلة أساسها شعب يُعاني
الاحتلال ويسعى إلى التحرر وتقرير المصير. كما أوصى المشاركون بعدم الركون إلى
خط المفاوضات السياسية الذي ثبت عدم جدواه في تحصيل الحقوق والعمل في المقابل
على تعزيز ثقافة الصمود والمقاومة كرديف للعمل السياسي وتعزيزها في أوساط الجيل
الفلسطيني الشاب في كل أماكن تواجده. ووصولًا إلى تحقيق آمال الشعب الفلسطيني
في تحصيل حقوقه واستعادة أراضيه خلص المشاركون إلى ضرورة مأسسة العمل الفلسطيني
في الشتات، كما في الداخل، والاتفاق على استراتيجية ومرجعية ومشروع جامع للعمل
الوطني الفلسطيني في كل مجالاته.
انتهى،،
عمّان- 27/8/2015
* المشاركون (حسب الترتيب الهجائي): المهندس إبراهيم
غوشة- سياسي فلسطيني وعضو حركة حماس/ أ. أحمد
العابودي- عضو مجلس التخطيط في مركز دراسات الشرق
الأوسط/ د. أنيس قاسم- خبير القانون الدولي/ المهندس
بدر ناصر- رئيس لجنة فلسطين في نقابة المهندسين/
المحامي أشرف الزعبي- رئيس لجنة فلسطين في نقابة
المحامين الأردنيين/ أ. رياض زيغان/ رئيس اللجنة
التنفيذية لمعلمي الأونروا/ د. حسني الشياب- أستاذ
العلوم السياسية وعضو سابق في مجلس النواب/ أ. خالد
مسمار- عضو المجلس الوطني الفلسطيني/ أ. سعود أبو
محفوظ- عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية ونائب
الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين/ المحامي علي
أبو السكر- نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل
الإسلامي/ أ. عمر عياصرة- الإعلامي الأردني/ د. علي
محافظة- مؤرخ وأستاذ شرف في الجامعة الأردنية وعضو
المجلس العلمي في مركز دراسات الشرق الأوسط/ الفريق
(م) د. قاصد محمود- الخبير الاستراتيجي وعضو فريق
الأزمات في مركز دراسات الشرق الأوسط/ د. لبيب قمحاوي-
الكاتب والناشط السياسي/ الأستاذة ليلى خالد- عضو
المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ د. محمد
أبو حمور- الأمين العام لمنتدى الفكر العربي ورئيس
مجلس الأمناء في مركز دراسات الشرق الأوسط/ المحامي
مصطفي نصر الله- رئيس الجمعية الأردنية للعودة
واللاجئين "عائدون"/ د. نظام بركات- أستاذ العلوم
السياسية في جامعة اليرموك ورئيس المجلس العملي في
مركز دراسات الشرق الأوسط/ د. صالح خصاونة- وزير العمل
الأسبق/ المهندس وجيه عزايزة- رئيس لجنة فلسطين في
مجلس الأعيان الأردني.
للإطلاع على الصالونات الأخرى