رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الدراسات الإسرائيلية


 

 
 
 
 
 
 
 

 

الصالون السياسي

تنامي عنف الجماعات المتطرفة بين المواجهة والاحتواء

     عودة للصفحة

عمّان- عقد مركز دراسات الشرق الأوسط مؤخراً صالونه السياسي تحت عنوان " تنامي عنف الجماعات المتطرفة بين المواجهة والاحتواء"، وأدار الصالون وقدم مداخلة رئيسية فيه الدكتور فايز الربيع أستاذ الفكر الإسلامي، والأستاذ جميل أبو بكر، رئيس مجلس إدارة صحيفة السبيل اليومية، والعميد المتقاعد الدكتور فايز الدويري الخبير الاستراتيجي، كما شارك في النقاشات ثلة من الأكاديميين والخبراء والسياسيين الأردنيين*.

نبّه المشاركون في ابتداءً إلى أن هذا الصالون معنيٌّ بالمشاركة في ترشيد وخدمة صناعة القرار بما يرفد أمن واستقرار الأردن في ظل ما تشهده المنطقة حولنا من حروب واضطرابات وتنامٍ لعنف الجماعات المتطرفة، وضرورة التركيز على هذه الزاوية في النظر والتحليل إنطلاقاً من تجارب أخرى في مواجهة واحتواء تنامي عنف هذه الجماعات في كل من مصر (في عهد مبارك) في الثمانينات والجزائر في التسعينيات من القرن الماضي والسعودية في عقد الألفين.

تناولت المداخلات الرئيسية في الصالون ثلاثة من الأبعاد تركز النقاش حولها، أولها البعد الفكري، وثانيها البعد السياسي، وثالثها البعد الأمني والعسكري. شدد د. فايز الربيع في مداخلته على ضرورة التفريق بين مصطلحي "التطرف" و"الإرهاب"، مبيناً بأن التطرف يعني الارتباط بأفكار بعيدة عما هو متعارف عليه سواءً سياسياً أو اجتماعياً أو دينياً دون أن تقترن هذه الأفكار بسلوك عنيف في مواجهة المجتمع والدولة. أما "الإرهاب" فهو، حسب الربيع، عندما يتحول "التطرف" إلى اعتداء على الممتلكات أو الحريات أو الأرواح من خلال أفراد أو تنظيمات مسلحة. ومن هنا خلصت المداخلة إلى أن وسيلة علاج "التطرف" هي الفكر وأصول المراجع الدينية والتراثية المعتمدة.

وفي البعد السياسي للموضوع أكد الأستاذ جميل أبو بكر بأن "التطرف" لا يقتصر على دين أو فكرة أو فترة تاريخية بعينها، وإنما هو عابر للأديان والأفكار ولا يحدده التاريخ أو الجغرافيا أو الإثنية. كما أشار أبو بكر إلى عدد من الأسباب الموضوعية التي تنشيء "التطرف"، ومن أبرزها تراكم مظلومية الشعوب ومعاناتها لعقود جراء الاستبداد والفساد، وقدرة الفاعلين الإقليميين والدوليين على التأثير بمسار الأحداث وطبيعة مشاريع التحول واتجهاتها، وتشتت قوى المعارضة السلمية وعجزها عن تطوير الواقع وتحديد مساراته، والاعتماد على المعالجات الأمنية والعسكرية في مقاربة أزمات المنطقة مقابل سطحية المعالجات الفكرية والسياسية والاجتماعية مما يطيل تلك الأزمات. وخلصت المداخلة بالدعوة إلى تشكيل تكتل عربي إقليمي رسمي وبمشاركة فاعلة من القوى الشعبية ذات الوزن على الأرض، والتوافق على حل للأزمة في كل من سوريا والعراق، والمباشرة في تطبيق برامج إصلاح جوهرية وعميقة للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأشار العميد المتقاعد د. فايز الدويري في بداية مداخلته إلى أن بذور تنظيم الدولة تعود إلى عام 2004 حين أسس أبو مصعب الزرقاوي "تنظيم القاعدة" في بلاد الرافدين، لافتاً الانتباه إلى أن هذا التنظيم ينحو باتجاه مزيد من "التطرف" منذ ذلك الحين. وركز الدويري على أن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية استندت إلى عدد من العناصر أبرزها، القضاء على تنظيم الدولة في العراق وتحجيم قدراته في سوريا، وأن تقوم الجيوش المحلية (الجيش العراقي والبشمركة وميلشيا الحشد الشعبي) بتولي المهمات البرية، وأن الزمن المتوقع للحملة هو ثلاث سنوات على أقل تقدير. ولفت الدويري إلى أن هذه الاستراتيجية تكشف عن سطحية باتجاه هدفين مختلفين لعدو واحد ينتشر في جغرافيا متداخلة وفي معركة واحدة، وهو القضاء على تنظيم الدولة في العراق وفي المقابل تحجيمه في سوريا، كما حذر الدويري من أن إطالة أمد الحرب ضد هذا التنظيم ستفتح المجال أمام القوى الإقليمية والدولية لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة وربما خرائطها بما يعزز من مصالحها الذاتية على حساب مصالح دول المنطقة وشعوبها. وخلص الدويري إلى أهمية التفريق بين إلحاق الهزيمة العسكرية بتنظيم الدولة وبين القضاء عليه، مشدداً على أن القضاء على التنظيم يلزمه مقاربات سياسية واجتماعية وثقافية وتربوية وفكرية أوسع.

وفي سياق نقاش هذه الأبعاد، أشار المشاركون إلى أن الجبهة الداخلية الأردنية عاشت خلال الفترة الماضية حالة إيجابية ومثالية لمواجهة تحديات "الجماعات المتطرفة"، غير أن هناك محاولات لاستثمار تكتيكي من قبل بعض القوى لتحقيق مكتسبات سياسية على حساب هذا الوضع الذي لا يجوز المخاطرة فيه ليتحول إلى حالة استقطاب، والذي قد يصل إلى عملية عزل وتصنيف وفصل لمكونات الوطن بما يخلق حالة وطنية قد تتحول إلى الفوضى، وقد تكون هذه الحالة أخطر من تهديدات تنظيم الدولة على أمن واستقرار الأردن.

ونوه المشاركون في نهاية الصالون إلى حدود الدور الذي يمكن أن يلعبه الأردن في التحالف ضد تنظيم الدولة، مؤكدين على أن مصلحة الأردن العليا وأمنه استقراره هي البوصلة التي تحدد هذا الدور دون الذهاب بعيداً ضمن استراتيجية غير واضحة المعالم، كما دعوا إلى ضرورة صون الوحدة الوطنية الأردنية كمدخل للحفاظ على البلاد واستقرارها وتنميتها ومنع شبابها من الانخراط في الجماعات المتطرفة.

مركز دراسات الشرق الأوسط- الأردن


 * * المشاركون: الشريف فواز الشرف- وزير الشباب الأسبق/ د. أحمد سعيد نوفل- أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك/ أ. فهد أبو العثم- نائب رئيس المحكمة الدستورية وعضو مجلس أمناء مركز دراسات الشرق الأوسط/ ف. م. د. قاصد محمود- خبير استراتيجي وعضو فريق الأزمات في مركز دراسات الشرق الأوسط/ أ. أحمد مبيضين- سفير سابق/ م. عبدالهادي الفلاحات– ناشط نقابي ونقيب المهندسين الزراعيين الأسبق/ العميد م. د. أحمد الخلايلة- خبير عسكري واستراتيجي/ أ. عاطف الجولاني– مدير تحرير صحيفة السبيل اليومية/ م. علي أبو السكر- عضو مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي/ د. عودة الجيوسي- أستاذ جامعي وخبير التنمية المستدامة/ د. إبراهيم منسي- أستاذ الإدارة في جامعة جدارة / أ. جواد الحمد- مدير مركز دراسات الشرق الأو سط.

للإطلاع على الصالونات الأخرى

 
[Activities/Act_Saloon/Act_News_2.html]