رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الدراسات الإسرائيلية


 

 
 
 
 
 
 
 

 

الصالون السياسي

الموقف الأمريكي تجاه الأزمة في سوريا

     عودة للصفحة

عمّان- عقد مركز دراسات الشرق الأوسط يوم الأحد 11/5/2014 صالونه السياسي تحت عنوان "الموقف الأمريكي تجاه الأزمة في سوريا: المحددات والتحولات"، وأدار الصالون الشريف فواز شرف- وزير الشباب والثقافة الأسبق، وقدّم فيه مداخلات رئيسية كل من الأستاذ عدنان أبو عودة رئيس الديوان الملكي الأسبق، والأستاذ حسن الأنباري المدير الأسبق لوحدة البحوث والتطوير في المعهد الدبلوماسي الأردني، كما شارك في النقاشات ثلة من الأكاديميين والخبراء والسياسيين الأردنيين*.

نبّه المشاركون في بداية الصالون إلى أن مصالح الولايات المتحدة في المنطقة تدور حول جملة من المحاور؛ أبرزها: استمرار تدفق النفط والغاز، والحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها النوعي، ومنع تقدم نفوذ أي طرف على النفوذ الأمريكي في المنطقة، ومنع تصاعد وتوسع النزاع الإقليمي، واستمرار عملية التسوية للقضية الفلسطينية، ومكافحة ما يسمى بِـ "الإرهاب". وأكّد المشاركون على أنّ الموقف الأمريكي تجاه الأزمة في سوريا يكشف الكثير من التشابك بالمحاور المُشار إليها، غير أن دور إسرائيل واللوبي الصهيوني في تحديد هذا الموقف يعدّ عاملاً حاسماً كما تبدّى ذلك في صفقة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية بين الولايات المتحدة وروسيا.

وفي تحليله لمحددات الموقف الأمريكي من العراق ذكر أ. حسن الأنباري عدداً من هذه المحددات، ومن أبرزها: موقف الرأي العام الأمريكي، ووجود شخصيات سياسية وعسكرية تحذر من الغوص في "الطين السوري"، إضافة إلى أن المعارضة السورية لا زالت غير موحدة وتتصارع مع بعضها. وفي قراءة مقارنة للموقف الأمريكي من العراق وسوريا، أوضح الأنباري بأن الولايات المتحدة تعلمت، وإن جزئياً، من التجربة العراقية، ولا سيّما فيما يتعلق بتطور موقفها من الصراع في سوريا، وعدم الإقدام على خطوات دون حساب العواقب، إضافة إلى محاولة القضاء على التطرف النشط في سوريا. وخلص الأنباري إلى أن الولايات المتحدة ليست في عجلة من أمرها في سوريا حتى يتم إنهاك الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة في وقت واحد، بعد التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية التي كانت تشكل خطراً على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وخاصةً إسرائيل.

من جهته أشار أ. عدنان أبوعودة إلى الفرق بين السياسات المُعلنة للولايات المتحدة وغير المعلنة، مؤكداً رؤيته بعدم وجود موقف أمريكي واضح من الصراع في سوريا، حيث أعلنت الولايات المتحدة تأييدها للحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، إلا أن هذا الموقف الذي اعتُبِر تأييداً للثورة السورية لم يرقَ إلى درجة التدخل العسكري كما حصل في ليبيا، كما أوضح أبو عودة بأن الموقف الأمريكي تجاه سوريا يُعدّ استكمالاً لمفهوم استراتيجي باستمرار إضعاف الجسم العربي وحماية إسرائيل، ما دام الصراع في سوريا لا يحقق أي خطر على إسرائيل وأمنها.

وخلص المشاركون إلى أن الموقف الأمريكي مرّ بعدد من التحولات خلال الأعوام الأربعة من تاريخ الثورة والحرب الأهلية في سوريا، حيث تفاجأ بدايةً بانطلاق الثورة، وارتبك في التعامل مع المتغير الجديد، ومن ثمّ عَمَد إلى مراقبة سلوك النظام وردات الفعل الشعبية، وسعى إلى تشجيع المعارضة السورية ودفع بقوى ترتبط به لقيادتها، كما شجع تركيا على اتخاذ موقف متقدم والابتعاد عن دور الوسيط في الأزمة، ثم اتجه الموقف الأمريكي إلى تغيير التحالفات وإنشاء مجموعات متطرفة تقاتل بعضها بعضاً، واستمرار العمل على إضعاف النظام، وهو ما يعني استمرار سياسة الاستزاف الداخلي في سوريا لجميع أطراف الصراع لصالح إسرائيل.

كما أشار بعض المشاركين إلى أن الموقف الأمريكي اليوم يميل إلى إمكانية التفاهم مع النظام القائم بتعديل سلوكه وخفض قدراته العسكرية واستقطاب سياسة إيران الإقليمية والدولية من خلال الحوافز. ودعا المشاركون في نهاية الصالون إلى إعادة النظر في الدور الإقليمي لحل الأزمة السورية عبر تنازلات تقدمها جميع الأطراف المعنية، وذلك بدل الرهان على السياسات الدولية المرتبطة بمصالح هذه الدول وبالمصالح الإسرائيلية، والتي لا تعتبر أمن الشعب السوري ولا تقَدُّم الإصلاحات السياسية هدفاً أساسياً لها.

مركز دراسات الشرق الأوسط- الأردن 


* المشاركون (حسب الترتيب الهجائي):  د. أحمد سعيد نوفل- أستاذ علوم سياسية، وعضو هيئة تحرير مجلة دراسات شرق أوسطية/ د. أحمد الشناق- أمين عام الحزب الوطني الدستوري/ أ. عاطف الجولاني- مدير تحرير صحيفة السبيل الأردنية/ أ. عمر عياصرة- كاتب ومحلل سياسي/  د. علي محافظة- أستاذ التاريخ الحديث وعضو المجلس العلمي في مركز دراسات الشرق الأوسط/ الفريق المتقاعد فاضل علي فهيد- مدير الأمن العام الأسبق/ أ. فهد أبو العثم- نائب رئيس المحكمة الدستورية، وعضو مجلس أمناء مركز دراسات الشرق الأوسط/ أ. فهد طويلة- عضو مجلس الأمناء في مركز دراسات الشرق الأوسط/ الفريق المتقاعد د. قاصد محمود- الخبير العسكري والاستراتيجي/  د. محمد أبو حمور- وزير المالية السابق/ د. نظام بركات- رئيس المجلس العلمي في مركز دراسات الشرق الأوسط/ أ. جواد الحمد- مدير مركز دراسات الشرق الأوسط.

للإطلاع على الصالونات الأخرى

 
[Activities/Act_Saloon/Act_News_2.html]