رؤيتنا للمتغيرات

نشـاطـاتنا

إصـداراتنـا

وثـائـــق

دراســـات

خدمات مجانية

الدورات التدريبية

الدراسات الإسرائيلية


 

 
 
 
 
 
 
 

 

الصالون السياسي

تداعيات التحولات في مصر على قطاع غزة

     عودة للصفحة

عمّان- عقد مركز دراسات الشرق الأوسط يوم الأحد 30/3/2014 صالونه السياسي تحت عنوان "تداعيات التحولات في مصر على قطاع غزة"، وأدار الصالون الدكتور موسى بريزات المفوض العام لحقوق الإنسان في الأردن، وقدّم فيه أوراقاً رئيسية كل من د. أحمد نوفل- أستاذ العلوم السياسية، والفريق المتقاعد د. قاصد محمود- الباحث الاستراتيجي، وأ. عاطف الجولاني- مدير تحرير صحيفة السبيل الأردنية، كما شارك في النقاشات ثلة من الأكاديميين والخبراء والسياسيين الأردنيين*.

توزعت المداخلات الرئيسية والنقاش في الصالون على ثلاثة محاور؛ أولها: التحولات الأساسية على وضع قطاع غزة في ضوء التحولات في مصر، وثانيها: السيناريوهات والخيارات، وثالثها: آفاق وفرص الخروج من مأزق العلاقة بين مصر وقطاع غزة.

تساءل د. أحمد نوفل في بداية الصالون فيما إذا كانت الأزمة هي أزمة قطاع غزة؛ أم أنها أزمة لدى الآخرين في التعامل مع القطاع، مشيراً إلى أن أبرز مشاكل غزة حالياً تتمثل في علاقتها مع مصر وإغلاق معبر رفح والحملة الإعلامية ضد حركة حماس في كثير من وسائل الإعلام المصرية، وذلك بوصف الأولى من يمسك بزمام السلطة في قطاع غزة. وأوضح نوفل في ورقته بأن تفاقم الأزمة الداخلية في مصر قد زاد من إشكالية العلاقة مع قطاع غزة، وهو ما نتج عنه قرار حظر أنشطة حماس في مصر بشكل مؤقت. وعلى الرغم من ذلك، فقد أشار نوفل إلى أن علاقة مصر وقطاع غزة، هي علاقة ضرورة استراتيجية، كما أنها علاقة أمر واقع لاعتبارات عديدة من ضمنها التاريخ والجغرافيا واعتبارات الأمن في شبه جزيرة سيناء.

وفي ختام ورقته توقع نوفل بأن تلجأ حركة حماس إلى توظيف التناقضات في المشهد الإقليمي باتجاه التقارب مع كل من إيران وحزب الله بفعل حاجتهما إلى إعادة مصداقيتهما لدى الرأي العام العربي من جهة، وبفعل حاجة القطاع إلى الدعم والإسناد من جهة أخرى.

وفي ورقته أوضح الفريق المتقاعد د. قاصد محمود بأن تاريخ وحاضر غزه ارتبط على الدوام بالأزمات والمواجهة والحصار والمقاومة، غير أن تطورات المشهد المصري في النصف الثاني من العام 2013 زادت من تفاقم الأوضاع في القطاع، وهو ما تلازم مع تطورات سلبية متلاحقة على الصعيد الفلسطيني- الفلسطيني بانسجام وتناغم مع تأثير بيئة الإقليم الجديدة، وأضاف محمود بأن قطاع غزة نجح في العقد الماضي في ابتكار وتطوير إمكانات شملت كافة المكونات الشعبية والعسكرية والسياسية للقطاع التي باتت تشكل عوامل قوة مؤثرة، ومن أبرزها: العامل المعنوي أو النفسي (مضاعف القوة) وارتباطه بالعقيدة والقيم والذي يتقوى مع تأزم الحصار، وتأسيس البنى التحتية لتحقيق القدرة على التحمل والصمود، والإمكانات العسكرية الدفاعية والهجومية؛ وهي ما أثبت قدرة القطاع على رد الفعل بشكل مفاجئ، والكفاءة القتالية في الحرب دون التقليدية، والامتداد الشعبي للمقاومة على المستوى المحلي وعلى المستوى الإقليمي.

وفيما يتعلق بالخيارات أمام قطاع غزة في التعامل مع الأزمة التي يعيشها رسم الفريق محمود عدداً من الخيارات، ومن أبرزها: 1. خيار الصمود، وهو الأساس في كل الأحوال والظروف. 2. المحافظة على الوضع القائم (التهدئة). 3. إنهاء التهدئة (خلط الأوراق) من أحد الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لاعتبارات تخص كل طرف؛ وهو ما يعني المواجهة المسلحة. 4. المصالحة الفلسطينية بوصفها خياراً سياسياً وفق معطيات مناسبة. 5. كسر الجمود وإعادة بناء الجسور مع دول وأطراف محور الممانعة السابق الذي تعرض لأزمة وإشكالات في ظل الخلاف حول الأزمة السورية.

وأشار أ. عاطف الجولاني في الورقة التي قدمها إلى ملامح الأزمة في العلاقات بين قطاع غزة ومصر ولخصها في عدد من النقاط، ومن أبرزها: تراجع مستوى الاتصال بين حماس ومصر، وقرار حظر أنشطة حماس في مصر مؤقتاً، وتشديد الحصار وهدم الأنفاق (خسارة 300-350 مليون دولار)، والإغلاق شبه الدائم لمعبر رفح، وما يشكله من معاناة إنسانية لسكان القطاع، كل ذلك دفع بعض المحللين إلى الذهاب بوجود مخاوف من مواجهة مسلحة بين مصر وحماس، والتي شهدت تراجعاً مؤخراً. وفيما يتعلق باحتمالات تطور العلاقة بين مصر وحماس، عدّ الجولاني عدداً من الاحتمالات؛ اولها: استمرار الوضع بمستوى التوتر، وثانيها: تصعيد التوتر ومزيد من التأزم، وثالثها: الاتجاه نحو الانفراج. وللخروج من الأزمة دعا الجولاني إلى تحييد العامل الأيدلوجي من العلاقة بين الطرفين، كما دعا إلى تحكيم العقل والمصالح المشتركة في التعامل بين كل من حركة حماس والسلطات المصرية؛ إذ لا غنى لغزة عن مصر ولا غنى لمصر عن غزة بغض النظر عمّن يحكم أيّاً منهما، مشيراً إلى إمكانية تدخل عربي بين مصر وحماس لحل الأزمة بما يشمل ملف المصالحة بين فتح وحماس. وختم الجولاني توقعه بأن مستقبل العلاقة بين مصر وقطاع غزة يتجه نحو مزيد من التهدئة في المسقبل لاعتبارات كثيرة من أبرزها الظروف الداخلية في غزة ومصر والتي تشجع على خفض مستوى التوتر لتحقيق مصالحهما.

ودعا المشاركون في نهاية الصالون إلى عدم ربط الموقف من قطاع غزة بإشكالات دول عربية وخاصة مصر مع تيار الإسلام السياسي، وهو ما يعني تحييد القضية الفلسطينية عن الأزمات والصراعات السياسية المحلية أو القطرية أو الإقليمية. كما أوصى المشاركون بضرورة تبني التفكير المفتوح في الخيارات واستحضار عقلية البحث عن المخرج وليس التسيلم بمتغيرات سياسية صعبة أو الركون إلى مواقف أيديولوجية غير قادرة على الاستمرار. ومن هنا دعا المشاركون في الصالون إلى رعاية عربية تشارك فيها مصر لتحقيق جملة من الأهداف: إنجاز المصالحة الفلسطينية، وحل الأزمة في مصر، وفك الحصار عن غزة وتطبيق برنامج إعادة البناء.

مركز دراسات الشرق الأوسط- الأردن

 

للإطلاع على الصالونات الأخرى

 
[Activities/Act_Saloon/Act_News_2.html]