الصالون السياسي العاشر
أمريكا تتكيف مع الربيع العربي وعلى العرب إعادة رسم قواعد العلاقة
عودة للصفحة
عقد مركز دراسات الشرق الأوسط يوم السبت 18/5/2013 صالونه السياسي تحت عنوان "السياسات
الأمريكية تجاه المنطقة في ضوء التحولات السياسية بعد الربيع العربي"، وأدار الصالون
الدكتور عودة الجيوسي رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الشرق الأوسط، وشارك في النقاشات
ثلة من الأكاديميين والخبراء والسياسيين الأردنيين.
التقرير الصحفي
"أمريكا تتكيف مع الربيع العربي وعلى العرب إعادة رسم قواعد العلاقة" في صالون مركز
دراسات الشرق الأوسط
عمّان- عقد مركز دراسات الشرق الأوسط يوم السبت 18/5/2013 صالونه السياسي تحت عنوان
"السياسات الأمريكية تجاه المنطقة في ضوء التحولات السياسية بعد الربيع العربي"، وأدار
الصالون الدكتور عودة الجيوسي رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الشرق الأوسط، وشارك في
النقاشات ثلة من الأكاديميين والخبراء والسياسيين الأردنيين.
نبّه المشاركون في بداية الصالون إلى أن مصالح الولايات المتحدة في المنطقة تدور حول
جملة من المحاور؛ أبرزها: استمرار تدفق النفط والغاز، والحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها
النوعي، ومنع تقدم نفوذ أي طرف على النفوذ الأمريكي في المنطقة، ومنع تصاعد النزاع
الإقليمي، واستمرار عملية التسوية، ومكافحة ما أطلقت عليه "الإرهاب". وأكّد المشاركون
على أنّ الولايات المتحدة تتبع سياسات متعددة لتحقيق هذه المصالح تتصف بازدواجية المعايير
ويعوزها المصداقية الأخلاقية، كما يشوبها هاجس الخوف من الإسلام والحرب على "الإرهاب".
وأشار المشاركون إلى أن الولايات المتحدة تفاجأت بالثورات العربية ولم تتوقعها، وهو
ما أفضى إلى ارتباك سياساتها وفقدانها للترابط وبعد النظر في التعامل مع الثورات ومخرجاتها.
كما أشاروا إلى أن الإدارة الأمريكية اكتفت في بداية الثورات بدور المراقب، وشهدت انقساماً
بين أقطاب وازنة في الإدارة الأمريكية التي بادرت إلى تقديم النصح لحلفائها من الأنظمة
العربية بإجراء إصلاحات جادّة حتى لا تطالها موجة الثورات، وهو ما سيؤثر على المصالح
الأمريكية في المنطقة وخاصة ما يتعلق منها بمصادر الطاقة وأمن إسرائيل.
وخلص المشاركون إلى أن الولايات المتحدة سعت في أعقاب ثورات الربيع العربي إلى استمرار
ضمان مصالحها الحيوية، وتأمين إسرائيل استراتيجياً من خلال دعمها المباشر للمصالحة
الإسرائيلية- التركية، وعدم استفزاز مصر، ودعم موقف الأردن من عملية التسوية، وحثّ
الفلسطينيين على السير في التسوية. كما سعت الولايات المتحدة إلى احتواء المقاومة اللبنانية
والفلسطينية، والتفاهم مع إيران، بما في ذلك الملف النووي ودعمها للمقاومة، وعمدت إلى
التعامل، وفق سياسة الأمر الواقع، مع القوى السياسية الصاعدة في المنطقة وممارسة الضغوط
عليها سياساً واقتصادياً.
ونبّه المشاركون إلى أن الترقب الأمريكي هذا لم يلبث طويلاً حتى لجأت الولايات المتحدة
إلى التدخل حيث أمكنها ذلك في محاولة منها للتأثير في المرحلة الانتقالية ورسمها، وذلك
من خلال دعم حلفائها واستخدام الأدوات الدولية، من قبيل حقوق الإنسان وصندوق النقد
الدولي، وهو ما عدّه المشاركون تكيّفاً للسياسات الأمريكية مع المتغيرات التي أفرزتها
التحولات في المنطقة.
وأشار المشاركون إلى أن المصالح الأمريكية في المنطقة لم تتهدد بعدُ في أعقاب الربيع
العربي، وهو ما يُبقي هذه السياسات على حالها، وخاصة ما يتعلق منها بدعم إسرائيل؛ موضحين
بأن مسألة خلق تناقض بين المصالح الأمريكية في المنطقة والدعم الأمريكي لإسرائيل أمر
على درجة كبيرة من الأهمية لصالح المنطقة العربية، ومحذرين من اعتبار المصالح الأمريكية
في المنطقة ثابتاً وحقيقة مطلقة لا يمكن تغييرها، ومن تسرب هذا التفكير إلى النخب السياسية
والفكرية العربية، حيث شدد المشاركون على أن مصالح الدول تتغير أو يُعاد تعريفها وفقاً
للمتغيرات والتحولات؛ وأشاروا إلى كثير من الأمثلة في تاريخ الولايات المتحدة من قبيل
الانسحاب الأمريكي من فيتنام والثورة الكوبية. وفي السياق ذاته ذكر المداخلون بأن دوافع
الثورات هي داخلية في الأساس، ولكن لا يمكن اعتبار ذلك ذريعةً للانفصال عن القضية الفلسطينية
وقضايا الأمة الكبرى، ذلك أن الهدف النهائي للثورات هو تحقيق الحرية والاستقلال وبناء
الأمة العربية جمعاء وتحصينها من الاعتداءات والتهديدات الخارجية، وعلى رأسها المشروع
الإسرائيلي في المنطقة.
ودعا المشاركون في نهاية الصالون إلى الحرص على الاستقلالية وعدم الارتهان والتبعية
في التعامل مع الولايات المتحدة بوصفها قوة دولية ومؤثرة قي المنطقة لا يمكن تجاهلها؛
داعين إلى ضرورة تنويع الخيارات والتوازن في العلاقات السياسية والاقتصادية. وأوصى
المشاركون بضرورة تغيير منهج التفكير وقواعد رسم السياسات التي كانت سائدة ضمن دوائر
الحكم العربية ما قبل الربيع العربي، ودعوا إلى اتباع منهج جديد يتكيف مع التحولات
في المنطقة ويراعي المصالح الكبرى للأمة العربية ويقدّمها على أي مصالح أخرى في الإقليم
أو العالم.
المشاركون (حسب الترتيب الهجائي): د. أحمد سعيد نوفل - أستاذ علوم سياسية،
وعضو هيئة تحرير مجلة دراسات شرق أوسطية أ. أحمد مبيضين - سفير سابق/ أ. جميل
أبو بكر - رئيس مجلس إدارة صحيفة السبيل الأردنية/ د. حسني الشياب -
أستاذ علوم سياسية، وعضو مجلس النواب الأسبق/ د. خالد أمين عبد الله - أستاذ
مالية ومصرفية، ووزير التخطيط الأسبق/ د. سعد السعد - أستاذ علوم سياسية/ أ.
عاطف الجولاني - مدير تحرير صحيفة السبيل الأردنية/ د. عبد الباري درة
- الرئيس السابق لجامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا/ د. عبد الله فرج الله
- عضو المكتب التنفيذي لجبهة العمل الإسلامي/ أ. فهد أبو العثم - عضو المحكمة
الدستورية، وعضو مجلس أمناء مركز دراسات الشرق الأوسط/ د. فايز خصاونة - رئيس
جامعة اليرموك الأسبق/ الشريف فواز شرف - وزير الشباب والرياضة الأسبق/ أ. محمد
العباسي - رئيس مجلس التخطيط في مركز دراسات الشرق الأوسط/ أ. موسى الحديد
- لواء متقاعد، وباحث وخبير عسكري واستراتيجي، وعضو أمناء مركز دراسات الشرق الأوسط/
أ. جواد الحمد - مدير مركز دراسات الشرق الأوسط.
للإطلاع على الصالونات
الأخرى