مركز دراسات الشرق الأوسط ومركز أورسام
التركي ينظمان ورشة علمية مشتركة حول التحولات في المنطقة
نظم كل من مركز دراسات
الشرق الأوسط (MESC) في
الأردن ومركز الشرق
الأوسط للدراسات
الاستراتيجية (ORSAM) في
تركيا، ورشة علمية مشتركة
في العاصمة الأردنية عمان
بعنوان "تحولات الشرق
الأوسط- وجهات نظر أردنية
وتركية"، تناولت المعالم
الرئيسية لتحولات المنطقة
والسياسة الخارجية
التركية، والدور الإيراني
في المنطقة، والأزمة
السورية وتداعياتها.
وقد أدار أعمال الورشة
الدكتور محمد أبو حمور-
رئيس مجلس الأمناء في
مركز دراسات الشرق
الأوسط، كما شارك فيها كل
من الأستاذ جواد الحمد،
مدير مركز دراسات الشرق
الأوسط، والدكتور شعبان
كارداش مدير مركز أورسام،
إضافةً لعددٍ من الباحثين
الأتراك والأردنيين.
وشدّد جواد الحمد في
مداخلته بأن منطقة الشرق
الأوسط تمر بحالة من
الفوضى على درجة كبيرة من
الخطورة. وعلى الرغم من
ذلك فإن بعض سياسات دول
الإقليم، وخصوصاً إيران
تعمل ضد الاستقرار ووقف
حالة الفوضى في المنطقة.
كما أوضح بأن تجاهل دور
وتهديد الاحتلال
الإسرائيلي وسياساته من
شأنه أن يؤدي إلى مقاربات
خاطئة للأمن الإقليمي
والتعاون السياسي ويضعف
فرص الانتقال إلى حالة
الاستقرار المنشودة.
ودعا الحمد إلى أن تضطلع
الدول الإقليمية الكبرى
في المنطقة مثل: تركيا
وإيران والسعودية ومصر،
ولاحقاً سوريا والعراق
بدور أكبر من أجل الوصول
إلى حدٍّ أدنى من التفاهم
والتعاون الإقليميين
ورعاية عملية الحوار
الجاد داخل المنطقة بين
مختلف اللاعبين من الدول
والقوى السياسية الأخرى،
هذا من جهة، وتحصين دور
أكبر على المستوى الدولي
من جهة أخرى. وختم الحمد
بأن تصعيد الصراع، بصرف
النظر من يلقى عليه اللوم
أو المسؤولية، فإنه يبقى
ضد المصالح العربية
والإسلامية في المنطقة،
كما يؤدي إلى الفوضى
والضعف، إضافة إلى آثاره
التاريخية على الأجيال،
وخاصة ما يتعلق منها
بمشكلة الإرث الطائفي
الثقيل على الأجيال، كما
أكد على خطورة موجات
اللاجئين، والحشد العسكري
في المنطقة، وتدهور الوضع
الاقتصادي بسبب هذه
الصراعات، وأكد على أهمية
التمييز بين حركات
الإسلام السياسي التي
تؤمن بالمشاركة السياسية
والديمقراطية، وبين حركات
التطرف والعنف والإرهاب،
وقال أن الأردن اتخذ
سياسة النأي بالنفس عن
الصراعات المسلحة، لكنه
يلعب دورًا مهمًا في
تشجيع الحل السياسي
للصراعات.
ومن جانبه قال الدكتور
شعبان كارداش، مدير مركز
أبحاث الشرق الأوسط، إن
"العراق وسوريا وليبيا
فقدت التأثير والسيطرة
على حدودها"، مشيرًا إلى
أن "ثمة تحولات كبيرة
حدثت في المنطقة خلال
السنوات الأخيرة". وأوضح
كارداش أن "الحوار في
المنطقة يسير باتجاه
التفتت بدلاً من
التكامل"، مشيرًا أن
"تركيا كانت على وشك
التكامل مع عدد من دول
الإقليم عامي 2010 و2011،
إلا أن الصراعات في سوريا
والعراق شكلت تحديًا
كبيرًا لها، وهي الآن
تسعى للرد على هذه
التحديات".
وعن الدور الإيراني في
المنطقة، أوضح الدكتور
بايرم تشنكايا، أستاذ
العلاقات الدولية في
جامعة الشرق الأوسط
التقنية التركية، أن
"إيران جزء من الصراعات
في العراق واليمن وسوريا،
وهذه الصراعات لا زالت
تحت المعالجة"، مشيراً
إلى أن "السعودية وإيران
لاعبان أساسيان في
المنطقة". ولفت تشنكايا
أن "أنقرة كانت ولا تزال
تسعى لاستقرار المنطقة،
وتربطها بإيران علاقات
قوية، إلا أنهما لا
يتوافقان في بعض قضايا
المنطقة". وأشار إلى قوة
العلاقات الاقتصادية بين
أنقرة وطهران، مشيراً إلى
أن "حجم التبادل التجاري
بين البلدين بلغ نحو 15
مليار دولار"، ورغم ذلك
فإن تركيا اصطفت إلى جانب
السعودية لأنها ترى أن
سياسات إيران في المنطقة
تنحو باتجاه الهيمنة.
ولفت الفريق متقاعد
الدكتور قاصد محمود، عضو
فريق الأزمات العربي في
مركز دراسات الشرق
الأوسط، الانتباه إلى أن
التواجد الروسي في سوريا
وتغير الدور التركي في
المنطقة قد دفعا تركيا
إلى أن تكون في الجانب
السعودي. وتوقع محمود بأن
التوسع الإيراني في
المنطقة لا يمكن له أن
يستمر نظراً للمشاكل التي
يشهدها الإقليم من جهة،
وللتحديات التي يمكن أن
تفرضها الولايات المتحدة
والدول الغربية على أي
توسع محتمل للنفوذ
الإيراني من جهة أخرى،
ناهيك عن الكلفة
الاقتصادية والأمنية
والسياسية التي تدفعها
إيران جرَّاء هذا التدخل
العسكري في المنطقة.
وحول الأزمة السورية، قال
الباحث التركي أويتن
أورهان إن تزايد التحديات
التي تواجه الاستقرار في
المنطقة بسبب الأزمة
السورية وغيرها قد أسهم
في خلق مصادر تهديد
عديدة، وأن التسوية
السياسية والجهود
الدبلوماسية لا تزال
الخيار الأفضل لحل
الأزمة، ولاستعادة البيئة
الإقليمية القادرة على
التعامل مع نتائج الأزمات
والتحديات التي خلقتها.
وأوضحت الدكتورة نيفين
بندقجي، وهي باحثة
متعاونة مع مركز دراسات
الشرق الأوسط، في
مداخلتها مقدار الفجوة
بين التكلفة الفعلية
لاستضافة اللاجئين
السوريين وما يقدمه
المجتمع الدولي من
مساعدات، وما يشكله ذلك
من ضغط اقتصادي على الدول
المضيفة، وأبرزت المخاطر
الإنسانية الناجمة عن
فقدان اللاجئين الأمل
والثقة بالحل السياسي
للعودة إلى بلادهم.
وحضر جزءاً من الورشة
السفير التركي لدى الأردن
الأستاذ سادات أونال،
ومدير مكتب وكالة التنسيق
والتعاون التركية "تيكا"
في عمّان، الأستاذ محمد
صديق يلدريم، كما حضرها
كل من الأستاذ حسن
الأنباري- المستشار
السابق لرئيس المعهد
الدبلوماسي الأردني
للشؤون الدولية، والدكتور
موسى بريزات- السفير
الأردني السابق.
انتهى،،
16/2/2016
أعلى
الصفحةة
عودة للصفحة