|
التســويـة السيـاسيـــة التحديات والآفاق 4/4/2010
المحور الأول: مأزق عملية التسوية، العقبات والتحديات، وإشكاليات أطرافها المحور الثاني: الحراك السياسي في المنطقة، وإمكانات انطلاق عملية التسوية الارتهان إلى خيار التسوية يصفي القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل ويضيع حقوق الشعب الفلسطيني عقد مركز دراسات الشرق الأوسط يوم الأحد 04/04/2010م في مقره في عمان حلقة نقاشية بعنوان " التسوية السياسية، التحديات والآفاق" بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين والسياسيين، وأدارها الأستاذ جواد الحمد مدير المركز.جاءت فكرة هذه الحلقة مع استمرار مسلسل الوعود الأمريكية والصهيونية والدولية بقرب التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية، وفي ظل العجز العربي عموما والفلسطيني خصوصا عن الوصول إلى تحقيق مكاسب حقيقية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والارتهان لطريق التسوية السياسية وعملية السلام الموعود، وجاءت الحلقة لتتناول جوانب التسوية السياسية بواقعية وعلمية، ولتستشرف مستقبلها وآفاقها، ولتضع عينها على التحديات التي تواجهها، ولتحلل المعطيات القائمة واتجاهات حراكها خلال هذا العام. وقد سعت الحلقة إلى توصيف علمي واقعي لمسيرة التسوية السياسية بعد انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ومعركة غزة وفشل الحوار الفلسطيني الداخلي، ورصد النتائج العملية للتسوية، وكذلك تحديد أهم الفرص والتحديات والسيناريوهات التي تواجه عملية التسوية فيما يتعلق بتحقيق الحقوق الفلسطينية. افتتح الحمد الحلقة بوصف مسيرة عملية التسوية السياسية بأنها مسيرة مشبعة بالأزمات والعقبات، وسببها عادة هو الجانب الإسرائيلي، ويكتنفها الغموض عبر سنواتها في العقدين الماضيين، خاصة من الجانب الإسرائيلي والراعين الدوليين: الولايات المتحدة الأمريكية والرباعية الدولية لعملية السلام، بالإضافة إلى الفشل الذريع الذي يرافق المبادرات المطروحة، المبادرة العربية للسلام عام 2002، وفكرة الدولتين لشعبين غير المحددة جغرافيا عام 2003، وخارطة الطريق عام 2004، ومحاولات أنابوليس، والجولات المتعددة للمفاوضات عامي 2007-2008، وانتهاء بجمود العملية في عامي 2009 و 2010. وأكد الحمد أن محاولات إحياء العملية مستمرة وخاصة من الجانب الأمريكي، إلا أن هناك عقبات كبيرة تحول دون التوصل إلى تسوية تلبي حاجات الأطراف، أبرزها التعنت الإسرائيلي الذي يقوده اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك استمرار إسرائيل بإجراءاتها على الأرض من احتلال وبناء جدار وتوسيع استيطان وفرض حصار، مستفيدة من الخلل في الموقف العربي والفلسطيني الذي يستند الى خيار واحد ووحيد هو التسوية، فيما هو يواجه خيار المقاومة ويعمل على إجهاضه بنفسه. في المحور الأول من الحلقة بعنوان "مأزق عملية السلام، العقبات والتحديات وإشكاليات أطرافها" أشار المشاركون إلى أن التسوية السياسية هي محاولة لإدارة الصراع وليست حلا له، وأن ثمة مآزق تعيشها عملية السلام، وتشكل تحديا كبيرا لها يصل بها إلى حد الموت، وعلى رأسها ترك القضايا الجوهرية التي تشكل أساس الصراع على طاولة التفاوض، والهيمنة الأمريكية- ومعها الغرب- على عملية التسوية، واستبعاد الخيارات الأخرى، واستمرار خيار إسرائيل العسكري وتناميه، واستبعاد الشرعية الدولية لتكون مرجعية التسوية والمفاوضات والقرارات، فضلا عن التعنت الإسرائيلي المتواصل مقابل الضعف العربي المستمر. وأكد المشاركون على أن إسرائيل- الطرف الأقوى في عملية التسوية- تنتهج طريقا يعتمد على التفاوض من أجل التفاوض لتحقيق استراتيجية كسب الوقت التي استطاعت أن تجنيها عبر عقود طويلة من الصراع، في مقابل عجز الطرف الأضعف- العرب والفلسطينيين- عن فتح خيارات أخرى تحقق لهم إنجازا في التسوية مع إسرائيل، ناهيك عن تفاقم ظاهرة الانكفاء القطري بين الدول العربية، وعدم انطلاق مواقفها من منطلقات قومية أو وطنية، واعترافها- والجانب الفلسطيني -بإسرائيل متنازلة عن ورقة مهمة كان يمكن أن تشكل أداة ضغط قوية على إسرائيل، خصوصا أن العرب يمتلكون إمكانات تؤهلهم للعب دور قوي في حسم الصراع، لكن تشتتها وعدم توظيفها يجعلها بلا قيمة. وأكد المشاركون أن من مآزق علمية التسوية التصلب الإسرائيلي الموحد في مواجهة التشرذم العربي والفلسطيني الذي خسر شوكته وقوته، في غياب الوحدة والاستقلال والإعداد لمواجهة المشروع الصهيوني. ورأوا أن القضية الفلسطينية تعيش مأزق ارتهان العرب لخيار التسوية فقط، وأن خيار الحرب ليس مطروحا عندهم، حيث إن إسرائيل قد صادرته من أيديهم، وأن العرب كذلك لا يمتلكون قرارا سياسيا لأن الولايات المتحدة قد صاردت القرار السياسي العربي، واكتمل الأمر في الجانب العربي عندما صادرت الأنظمة العربية دور الشارع العربي في الصراع مع إسرائيل. وناقش المشاركون "الحراك السياسي في المنطقة وإمكانات انطلاق عملية التسوية" في المحور الثاني من الحلقة، وأكدوا أن تيارين في الجانب العربي الفلسطيني يقودان الحراك السياسي، تيار يسمي نفسه بـ"تيار الاعتدال" يعمل ضمن عملية التسوية، وتيار المقاومة والممانعة الذي يناهض سياسات الولايات المتحدة ووجود إسرائيل، ولم يتمكن أي من هذين التيارين بعد من فرض أجندته على الواقع ليلحق به الآخر، ولا زال السباق جاريا بينهما. وفي ظل غياب الدور العربي الفلسطيني الفاعل رأى المشاركون أن الدور الامريكي والإسرائيلي سيبقى محركا سياسيا قويا في المنطقة، ورغم عدم نجاحهما في فرض كل شروط التسوية على الواقع إلا أنهما ما زالا يمتلكان قواعد التأثير وأخذ زمام المبادرة تجاه ما يريدانه نسبيا. ورأى المشاركون أن إمكانات انطلاق عملية التسوية خلال الفترة القريبة القادمة ضعيفة رغم الحراك السياسي الملحوظ في محاولة لإنعاش التسوية من جانب الولايات المتحدة والرباعية الدولية وبعض العرب. ونبه المشاركون إلى أن الحال يبقى لإسرائيل لتنفيذ استراتيجيتها المعتمدة على السيطرة المطلقة على الواقع باستخدام أسلوب التفاوض من أجل التفاوض، وإبقاء التنسيق الأمني على أوجه مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لضمان بقائها دون أدنى مقاومة، حتى لو كانت سلمية، ولذا رأى المشاركون أن الدول العربية والفلسطينين مطالبون جميعا بحراك سياسي يستند إلى رؤية استراتيجية موحدة تجاه إدارة الصراع مع إسرائيل وحسمه، وعدم الارتهان إلى خيار السلام أو التسوية فقط، بل لا بد من استجماع القوة المسلحة الحربية والمقاومة الشعبية وحشد الإمكانات العسكرية والمالية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والقانونية لمواجهة إسرائيل وهزيمتها، لأن هزيمتها هي السبيل الوحيد لتعديل ميزان القوى وتغيير قواعد اللعبة المفروضة أمريكيا. وفي ختام الحلقة أكد جواد الحمد/ مدير الحلقة على أن الحراك السياسي الحالي يهدف إلى تصفية القضية عبر التسوية، ومما يدلل على ذلك أن تقدير الموقف لدى العدو الإسرائيلي يتم عبر الكواليس، وبمساعدة أطراف عربية وفلسطينية، وعبر تبادل المعلومات الأمنية على أوسع نطاق وأعلى درجة، وأن العدو الإسرائيلي يعمل على الساحة العربية ويدرك أبعادها وحدودها وإمكاناتها. وهناك جهود مشتركة إسرائيلية وعربية ودولية تعمل ببرنامج مشترك وإدارة مشتركة، تهدف إلى إضعاف المقاومة حتى تستسلم أو تندمج في ذلك البرنامج، أو أن تُصَفّى إن أمكن ذلك، ناهيك عن عمليات التغريب الثقافي والفكري والاجتماعي التي تمارسها بعض الأنظمة العربية مدعومة من الغرب ضد الجيل الصاعد من شبابنا، بهدف إبعاده عن القضية الفلسطينية وعن الصراع العربي- الإسرائيلي، وتوجيهه صوب الثقافة الغربية والأمريكية لبناء جيل جديد يكون تابعا لغيره دون هوية. ونبه الحمد إلى خطورة نظرية فك الارتباط عن القضية الفلسطينية وتطبيقها، حيث تم ذلك بدءا بمصر ثم الأردن، وهي النظرية تشكل أداة استراتيجية لتصفية القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن أي فك ارتباط بين الهمِّ العربي والإسلامي من جهة وبين القضية الفلسطينية هو محاولة للقضاء عليها، ومن ثم القضاء على الهوية العربية الإسلامية بعده، نظرا لطبيعة المشروع الصهيوني واستراتيجيته التوسعية. وأكد الحمد أن أوراق الحلقة ومناقشاتها بينت أن خيار المقاومة وتبنيها ومساندتها يشكل الحلقة الأقوى في تحقيق المصالح العليا للقضية الفلسطينية، وأنهى الحمد الحلقة بذكر مقومات الحراك السياسي لإحداث تغيير على الساحة الإقليمية في المستقبل القريب، وأهمها: أولا: الحراك السياسي الشعبي، وعلى رأسه التياران الإسلامي والقومي اللذان يمتلكان عناصر القوة في تحريك الشارع. ثانيا: تصعيد المقاومة ضد الاحتلال، ودعمها وتبنيها. ثالثا: احتمالات المغامرات الإسرائيلية التي قد تحدث حراكا سياسيا، كما حدث في مغامرتها في لبنان عام 2006م، وفي غزة 2008/2009م. رابعا: إمكانية تحرك تيار الممانعة العربي لمنع تيار التسوية من تصفية القضية، وهو الذي فشل في تحقيق أي مصالح للشعب الفلسطيني أو للعرب. الفكرة مع استمرار مسلسل الوعود الأمريكية والصهيونية والدولية تجاه التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية، وفي ظل العجز العربي عموما والفلسطيني خصوصا عن الوصول إلى تحقيق مكاسب حقيقية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والارتهان لطريق التسوية السياسية وعملية السلام الموعود، تأتي هذه الحلقة لتتناول جوانب التسوية السياسية بواقعية وعلمية، لتستشرف مستقبلها وآفاقها، ولتضع عينها على التحديات التي تقف أمام إنجازات استراتيجية. وتسعى الحلقة إلى توصيف علمي واقعي لمسيرة التسوية السياسية بعد انتخاب أوباما، ومعركة غزة وفشل الحوار الفلسطيني الداخلي، ورصد النتائج الميدانية للتسوية، مع تحديد أهم الفرص والتحديات والسيناريوهات التي تواجه عملية التسوية. (حسب الترتيب الهجائي)
صور من الحلقة |
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
---|